فضيحة مدوية في كرة القدم: كيف هز الفساد أركان الفيفا؟
القارة


تُعد فضيحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 2015 واحدة من أكبر الفضائح القارية التي هزت العالم، حيث كشفت عن شبكة فساد عالمية تورط فيها مسؤولون رفيعو المستوى في كرة القدم، مما أدى إلى زعزعة الثقة في المنظمة التي تدير اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
بداية الانهيار
بدأت الفضيحة في 27 مايو 2015، عندما داهمت السلطات السويسرية فندق "بور أو لاك" في زيورخ، حيث كان عدد من كبار مسؤولي الفيفا مجتمعين قبل الانتخابات الرئاسية.
جاءت المداهمة بناءً على طلب من وزارة العدل الأمريكية، التي وجهت اتهامات لعدة مسؤولين بتهم الفساد، وتبييض الأموال، والرشوة.
تفاصيل الفضيحة
كشفت التحقيقات عن وجود نظام فساد ممنهج استمر لعقود داخل الفيفا، شمل تلقي رشاوى بمئات الملايين من الدولارات مقابل منح حقوق بث وتسويق البطولات الدولية، بالإضافة إلى بيع أصوات لاستضافة كأس العالم.
ومن بين أبرز القضايا التي ظهرت في التحقيقات:
فساد استضافة كأس العالم 2018 و2022: أثيرت شكوك حول الطرق التي فازت بها روسيا وقطر باستضافة كأس العالم، حيث يُعتقد أن مسؤولين في الفيفا تلقوا رشاوى لتوجيه الأصوات لصالح هذه الدول.
رشاوى حقوق البث: تم الكشف عن تلقي مسؤولين في الفيفا ملايين الدولارات مقابل منح حقوق البث لبطولات كبرى لشركات إعلامية معينة.
غسيل الأموال والاختلاس: أظهرت التحقيقات أن بعض الأموال التي حصل عليها المسؤولون كرشاوى تم غسلها عبر حسابات بنكية معقدة في عدة دول.
سقوط عمالقة الفيفا
أدت التحقيقات إلى إيقاف واعتقال العديد من كبار المسؤولين، أبرزهم:
سيب بلاتر، رئيس الفيفا آنذاك، الذي أُجبر على الاستقالة بعد ضغوط كبيرة.
ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي تم منعه من ممارسة أي نشاط كروي لعدة سنوات.
عدة مسؤولين في اتحادات قارية مثل الكونكاكاف وكونميبول، الذين أدينوا بتلقي رشاوى ضخمة.
التبعات والتغييرات
هزت الفضيحة أركان كرة القدم العالمية وأدت إلى إصلاحات واسعة في الفيفا، شملت تغييرات في طريقة منح حقوق استضافة البطولات، وتعزيز الشفافية، ووضع قوانين أكثر صرامة لمكافحة الفساد.
ورغم هذه الإصلاحات، لا يزال الجدل مستمرًا حول مدى قدرة الفيفا على التخلص من الفساد بشكل كامل، خاصة مع استمرار الشبهات حول قراراتها الكبرى.
ومع ذلك، تبقى فضيحة الفيفا 2015 علامة فارقة في تاريخ الرياضة، وأحد أكبر الأحداث التي كشفت عن الفساد في المؤسسات الرياضية العالمية.